تتضمن الأهداف الرئيسية لمحطات المعرفة الأردنية المساهمة في إحداث التنمية الشاملة في المجتمعات المحلية، وذلك من خلال تطبيق الاستراتيجية الخاصة بعمل محطات المعرفة التي تركز بشكل كبير على القضايا ذات العلاقة بتنمية تلك المجتمعات، ويتمثل ذلك في البرامج والحزم التدريبية الموجهة لأفراد المجتمعات المحلية حسب احتياجات مناطقهم والتي تهدف إلى بناء القدرات وتطوير المهارات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كأداة فاعلة للمساهمة بأحداث التنمية، وتتبنى المحطات عملية التعليم الإلكتروني (وبخاصة في مجال اللغة الإنجليزية) وهذا التعليم متاح لجميع أفراد المجتمعات المحلية ولمختلف الفئات العمرية.

وتقدم محطات المعرفة خدمات كبيرة في مجال نشر الوعي الصحي من خلال تنفيذ العديد من المحاضرات وورش العمل في ذلك المجال كما توفر المعلومات حول المواقع الصحية من خلال شبكة الانترنت وتسهل عملية الوصول إلى المواقع الخاصة بذلك على الشبكة.

وتقوم محطات المعرفة بدور كبير في تهيئة المجتمعات المحلية للتعامل مع خدمات الحكومة الإلكترونية حال البدء في تطبيقات أعمالها على مستوى المملكة، حيث توفر المحطات الوسائل اللازمة لاستخدامها كمواقع دخول أو عبور إلى الشبكة الوطنية وأجراء المعاملات والإجراءات الإلكترونية كجزء من مبادرة الحكومة الإلكترونية. وعلى هذا ستكون محطات المعرفة الأردنية بمثابة نقاط دخول ومواقع اتصال تساعد المواطنين في مختلف مناطق المملكة على الاستفادة من الخدمات الإلكترونية التي توفرها المؤسسات الوطنية.

وتم عقد اتفاقية تعاون بين مشروع محطات المعرفة وصندوق التنمية والتشغيل لتفعيل توظيف تكنولوجيا المعلومات واستغلالها بشكل أمثل لتنفيذ البرامج الوطنية لمواكبة التقدم التقني وتوظيف وتوجيه هذا التقدم بما يساهم في تخفيض عبء الوصول للفئات المستهدفة ولتخفيض كلفة سفر وانتقال الأفراد إلى مقر صندوق التنمية والتشغيل في العاصمة، من أجل الحصول على خدمات الصندوق المتمثلة بعمليات الإقراض، ولتحقيق ذلك تم اعتماد محطات المعرفة الأردنية لتكون بمثابة نقاط عبور واتصال إلى خدمات صندوق التنمية والتشغيل، حيث توفر المحطـات من خـلال شبكتها وأجهزة الحاسـوب المتوفرة بها ملفات نصية (Word Document) تحتوي على نسخ من كتب الاستعلام وطلبات القروض الخاصة بالصندوق بالإضافة إلى معايير التأهيل للحصول على قرض كما تقوم المحطات باستلام طلبات القروض وكتب الاستفسار وتوفير خدمة الاستعلام عن المراحل التي وصل إليها القرض، وذلك من خلال الربط على الموقع الإلكتروني لصندوق التنمية والتشغيل.

وبشكل عام عمدت محطات المعرفة الأردنية على دمج خدمات تطوير المجتمع والتنمية الاجتماعية في برامج محطات المعرفة بهدف تعريف المجتمعات المحلية بالوسائل والطرق الإبداعية الجديدة المنبثقة من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتي يمكن أن توظف باتجاه تعزيز وتطوير أعمال الأفراد وتوسيع معرفتهم وإدراكهم العام في مجال القضايا الاجتماعية والتنموية.

وإن فكرة تأسيس مراكز تكنولوجيا المعلومات ليست جديدة بل على العكس، فإنّ العديد من الأمم والأقاليم حاولت بل ونجحت في جذب التكنولوجيا وتقديم فوائدها وميزاتها للمجتمعات الأقل حظاً والقطاعات ذات المعلومات القليلة في مجتمعاتها. وعلى كل حال فإنّ المعيار الرئيسي لنجاح بعض المبادرات التي تم اتباعها في تعزيز مراكز تكنولوجيا المعلومات بفعالية هي قدرتها وبصيرتها وحكمتها على تحديد وتنفيذ وسائل وأنماط تشغيلية قابلة لتعزيز ودعم قدراتها المالية واستدامتها.

ومع هذا الفهم والتقدير فقد تم اعتماد "الاستقرار والدعم المالي" ليكون هو السلطة العليا في استمرار مبادرات محطات المعرفة. وفي هذا المجال فقد دعا صندوق الملك عبد الله الثاني للتنمية إلى القيام بدراسة لتقييم مدى الدعم والمساندة المطلوبة لكل مجتمع من مجتمعات محطات المعرفة. حيث ستقرر هذه الدراسة في آخر الأمر حاجة كل مجتمع يتواجد فيه مركز معلومات ، وبناءً على ذلك ستقوم محطات المعرفة بالإيفاء بهذه الاحتياجات من خلال الخدمات التي تقدمها.

وعلى أية حال، فإنّ كلاً من الصندوق واللجنة متفقان على أنه لن يكون باستطاعة بعض محطات المعرفة الحصول على الاستقرار المالي نتيجة للبيئة المحلية التي يعملون بها، ولذلك سيواصل الصندوق تقديم العون المالي لتغطية تكاليف تشغيل هذه المحطات لضمان الحصول على عائد متوازن في مجال تحول الأردن إلى اقتصاد يعتمد على المعرفة والمعلومات.

ويسنتنتج مما سبق بأن المساهمات المختلفة لمحطات المعرفة الأردنية في مختلف المجالات السابقة أدت بدون شك إلى المساهمة في إحداث تنمية متعددة الجوانب في المجتمعات المحلية.